في احتفالاتنا بمرور 98 عاما على ميلاد السينما المصرية، ينبغي أن نعطي للرواد حقهم، وأن نذكر بالعرفان فضلهم، ومن هؤلاء الفنان الكبير استيفان روستي مخرج وبطل أول أفلام السينما المصرية، هو واحد من أغزر الفنانين إنتاجا ولا يمر يوم واحد دون أن يعرض له عمل ممتع، وهو يملك من الكاريزما ما يجعله حاضرا في أذهاننا على الدوام كما أن فضله على السينما المصرية باق فهو مخرج أول فيلم مصري روائي في تاريخ السينما المصرية "ليلى" بفكر ومال منتجته الرائدة السينمائية الخالدة عزيزة أمير، أما الفيلم فهو ليلى إنتاج العام 1927، أي أنه بعد عام واحد وبضعة أيام نحتفل بدخول العام المئوي للسينما المصرية التي تحققت على يدي الممثل والسيناريست والمخرج العبقري ابن سفير النمسا في القاهرة استيفان روستي عاشق السينما وعاشق حي شبرا مصنع الفن في مصر، بعد أن أخفق المخرج التركي وداد عرفي في إخراج النسخة الأولى من ليلى وإن كانت المحاولة الأولى تنسب إليه بزوغ نجمه.
اشتهر بلقب مهندس السينما المصرية الكوميديان الشرير استيفان روستي، المولود في 16 نوفمبر عام 1891، فيما توفي في 12 من شهر مايو لعام 1964 عن عمر يناهز 73 عاما وقت أن كان في قمة نضجه وعطائه، وقد لا يعلم الكثيرون أن روستي هو مخرج أول قيلم روائي مصري أنتجته الرائدة المنتجة العظيمة عزيزة أمير، وكان الفيلم قد سبق إنتاجه وعرضه لنفس المنتجة، على يد مخرج تركي، الفيلم عرض تحت عنوان "يد الله"، وتكبدت عزيزة أمير خسائر فادحة بعد عرضه جماهيريا، بسبب استياء الجمهور من مستوى الفيلم، والانتقادات الحادة من قبل الصحفيين والنقاد؛ إلا أن ذلك لم يثن أمير عن محاولة أخرى لإخراج الفيلم، فأشاروا عليها بالمخرج الشاب الطموح إستيفان روستي، الذي اكتشف أن السيناريو مهلهل ويحتاج لإعادة كتابة بالكامل، وهو ما حدث على يديه، وشاركت في إخراجه معه كلا من وداد عرفي وعزيزة أمير، وفي الكتابة شاركته وداد عرفي بصفتها صاحبة القصة الأصلية، تم عرض الفيلم برؤية روستي بسينما "مترو بول" في 16 نوفمبر عام 1927 تحت اسم "ليلى"، ليبزغ اسمه بحروف من نور ويحقق نجاحا مدويا وتنهال عليه العروض كمؤلف ومخرج منها أفلام لنجيب الريحاني واسماعيل يس ورشدي أباظة ونجاح سلام.
الحياة الخاصة
عن حياته الخاصة، عاش روستي مضربا عن الزواج حتى وصل إلى سن 45 عندما تزوج من فاتنة إيطالية تدعى ماريانا عام 1936، ليعيش مأساة لم تكن في الحسبان، عندما توفي أول أبنائه بعد ولادته بأسبوع واحد، لتتواصل الآلام عندما مات طفله الثاني وعمره 3 سنوات لتدخل الزوجة مصحة نفسية في حلوان وتترك استيفان يتجرع مأساته وحيدا حتى رحيله، رغم ذلك ظل يبدع في إفيهاته ويضحك الملايين من البشر وهو تعس في حياته، حتى مات فجأة وهو جالس على مقهى في وسط البلد تاركا لنا 380 فيلما سينمائيا من أمتع ما يكون الفن.
---------------------------------
بقلم: طاهـر البهـي